واللفظ للترمذي. قال الترمذي :( حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة -وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي ﷺ (( كان يقطع قراءته )). وحديث الليث أصح ) اهـ. (١)
وقال في موضع آخر :
( غريب وليس إسناده بمتصل لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة وحديث الليث أصح ) اهـ. (٢).
فهذا الحديث عمدة العلماء الذين قالوا إن الوقف على رؤوس الآي سنة، فقد استدلوا بلفظ :( كان يقطع قراءته آية آية ). كما هو في بعض الروايات لكن الاستدلال بهذه الرواية من الحديث اكتنفه أمور منها : الاضطراب في ألفاظها اضطرابا لا يبقى معه حجة في هذا اللفظ دون غيره مع كون مخرج الرواية واحدا ؟. فإن الحديث يدور على التابعي الجليل عبد الله بن أبي مليكة رحمه الله تعالى (٣)وقد اختلف الثقات في ألفاظه اختلافا كبيرا، يوهّن الاستدلال بهذه الرواية. ………
ومنها : الاختلاف على ابن أبي مليكة في سنده. ولذا ضعف الإمام الترمذي والإمام الطحاوي هذه الرواية. كما سأبينه وأوضحه بجلاء إن شاء الله تعالى.
وهنا سؤال مهم : هل الوقف على رؤوس الآي سنة بإطلاق حتى وإن اشتد تعلق الآية بما بعدها ؟. وهل صحيح أن المحققين من علماء الوقف والابتداء يقولون بذلك ؟.
سند الحديث والحكم عليه
(٢) الترمذي (٢٩٢٧) ٥/١٧٠
(٣) عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة واسمه زهير بن عبد الله التيمي القرشي أبو بكر المكي الأحول كان قاضيا لعبد الله بن الزبير ومؤذنا له ثقة تابعي روى عن جماعة من الصحابة وسمع من عائشة رضي الله عنها وابن عمر وابن عباس وروى له الجماعة (ت -١١٧هـ ). ترجمته في : الجرح والتعديل ٥/الترجمة ٢٧٨ و٤٦١ وأخبار القضاة لوكيع ١/٢٦١-٢٦٢ وتهذيب الكمال ١٥ / ٢٥٦-٢٥٨