وقد قيل في الجواب عن الحديث بأنه جاء لتعليم الفواصل ولبيان لجواز لا للتعبد فلا يكون الوقف عليها سنة إذ لا يسن إلا ما فعله ﷺ تعبدا. (١). وقد أطال الشيخ الضباع رحمه الله (٢) في ترجيح القول بسنية الوقف مطلقا ومرجع كلامه وكلام غيره من المتأخرين دائر حول تعميم بعض ألفاظ الحديث الوارد ظنا منهم أن الوقف على رؤوس الآي ثابت أنه سنة لا يختلف في ثبوتها وأن ألفاظ الحديث لم يضطرب فيها الرواة.
لكن الراجح ما ذكرته وكثير من القراء المتأخرين مقلدين في تخريج الحديث فضلا عن الحكم عليه والنظر في كلام الأئمة النقاد فيه حتى أن بعضهم عزا تخريج حديث أم سلمة المتقدم إلى الصحيحين (٣).
والأوصاف الثابتة لقراءة النبي ﷺ : ثلاثة :
المد والتحقيق (٤) بغير ترجيع.
والترديد والترجيع (٥)وهو قليل.

(١) المنح الفكرية للقاري الحنفي صـ ٢٥٥ والإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي محمد الضباع ص ٥٥.
(٢) الإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي محمد الضباع ص ٥٥
(٣) وهم الشيخ العلامة زكريا الأنصاري فعزاه إلى الصحيحين ونقل ذلك عنه الشيخ ملا قاري و لم يتعقبه المنح الفكرية للقاري الحنفي صـ٢٦٩.
(٤) التحقيق : إعطاء كل حرف حقه وأصل الحق وضع الشيء موضعه :(التحديد للداني صـ ٧٢ و التمهيد لأبي العلاء صـ ١٨٦ والنشر ١ / ٢٠٥ و الموضح لعبد الوهاب القرطبي صـ ٢١٦ و التمهيد لابن الجزري صـ ٤٨
(٥) تكرير الكلام : يقال ردد الكلام إذا كرره فتردد أي تكرر : ينظر :(التمهيد لأبي العلاء صـ١٨٦ )


الصفحة التالية
Icon