و من أئمة القراء من يصفها بوقفة خفيفة أو يسيرة (١) ومنهم من ينعتها : بـ وُقَيفة كما صنع أبو العلاء الهمذاني.
والكلام على توجيه ما انفرد به حفص هنا من السكت ليس هذا موضعه.
و من المعلوم أن السكت مقيد بالرواية والسماع. (٢)
أهمية علم الوقف والابتداء
إن القارئ للقرآن الكريم لابد أن يقف لانقطاع نَفَسه، وحيث وقف مختارا فعليه أن يختار الوقف الذي لا يخل بالمعنى. ووقفه إما وقف اضطرار، أو وقف اختيار.
فوقف الاضطرار، لا عتب على القارئ فيه، لكن عليه أن يستأنف ويحسن الابتداء ويتخير حسن الوقف، فبذلك تظهر المعانى ويتبين إعجاز القرآن. قال ابن الجزري :
(لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أو القصة في نفس واحد، ولم يجز التنفس بين كلمتين حالة الوصل، بل ذلك كالتنفس في أثناء الكلمة وجب حينئذ اختيار وقف للتنفس والاستراحة، وتعين ارتضاء ابتداء بعد التنفس والاستراحة ) (٣).
و لقد دلت الأدلة على أهمية مراعاة الوقف والابتداء ؛ وثبت واشتهر اعتناء السلف بذلك. قال تعالى :
﴿ وَرتِّلِ القرآن ترتيلا ﴾ (٤) فهذا أمر من الله تعالى بترتيل القرآن، وندب منه سبحانه للعباد إلى ترتيل كلامه المنزل ؛ ومراعاة الوقوف داخلة في ذلك إن شاء الله تعالى، قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله :﴿ وَرتِّلِ القرآن ترتيلا ﴾ :
(٢) ينظر : النشر ١ / ٢٣٨ – ٢٤٣ و اتحاف فضلاء البشر للدمياطي ٦١ – ٦٣.
(٣) النشر ١ / ٢٢٥
(٤) المزمل -آية- ٤