وفي كلام الداني رحمه الله تعالى إشارة إلى ذلك لأنه حكى الوقف على رؤوس الآي عن جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين (١). وكل هذا يدل على أن أكثرهم لم يره، وهو الذي يدل عليه تصرف علماء الوقف في كتب الوقف والابتداء. (٢)فإنهم يجعلون رؤوس الآي وغيرها في حكم واحد من جهة تعلق ما بعدها بما قبله وعدم تعلقه، ولذا كتبوا ( لا ) فوق الفواصل كما كتبوه فوق غيرها (٣).
وقال ابن الجزري :( وكذلك عدّ بعضهم الوقف على رؤوس الآي في ذلك سنة (٤))اهـ. فلم ينسبه لأكثرهم إنما لبعضهم.
ومن العلماء من يحكي في مسألة الوقف على رؤوس الآي ثلاثة أقوال هذا ملخصها : ١ - أن منهم من أجاز الوقف عليها والابتداء بما بعدها ولم ينظر إلى تمام الكلام أو عدم تمامه أخذا بالعموم الوارد في حديث أم سلمة رضي الله عنها.
- أن منهم من أجاز الوقف عليها ولم يجوز الابتداء بما بعدها.
٣- أن منهم من أجاز السكت على رأس كل آية من دون تنفس. (٥)
قلت و من قال بهذا القول الأخير فإنما قاله لبيان رؤوس الآيات ثم يكون الوصل عنده لأجل المعنى.
ومع أن أكثر القراء إنما يراعون المعاني، فهم يقفون لمراعاتهم المعاني على رؤوس الآي غالبا ؟ لأنهن في الغالب مقاطع ينتهي إليهن المعنى كما تقدم.
(٢) ينظر : المنح الفكرية للشيخ سلطان القاري الحنفي صـ ٢٥٥ و نهاية القول المفيد في علم التجويد للشيخ مكي بن نصر صـ ٢٠٧.
(٣) منهم السجاوندي وصاحب الخلاصة والجعبري والقمي : ينظر : المنح الفكرية للقاري الحنفي صـ ٢٥٥ والإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي محمد الضباع ص ٥٥
(٤) النشر: ١/ ٢٥٥…
(٥) نهاية القول المفيد في علم التجويد للشيخ مكي بن نصر صـ ٢٠٧.