ولابد من تقييد القول بأن الوقف على رؤوس الآي سنة بما لا يفسد المعنى ولا يحيله عن وجهه لأنا نعلم أن ذلك مستثنى ضرورة من هذا الإطلاق، فإن من الفواصل ما لا يصح الوقوف عليه لفساد المعنى بذلك وذلك خلاف ما أمر الله به من تدبر القرآن، قال السخاوي رحمه الله :
( إلا أن من الفواصل مال لا يحسن الوقف عليه كقوله تعالى :﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّين﴾َ (الماعون: ٤) لأن المراد فويل للساهين عن صلاتهم، المرائين فيها، فلا يتم المعنى إلا بالوصل وليس الوقف على قوله :(( والضحى )) كالوقف على ما جاء في الحديث ) اهـ. (١) قلت لأن :( وَالضُّحَى) (الضحى: ١) رأس آية و تعلقها بما بعدها من أقسامٍ وجوابِ قَسَمٍ قويّ. وأمثال (( والضحى )) من الآيات التي يقوى تعلقها بما بعدها كثير مثل قوله تعالى :(وَالطُّورِ) (الطور: ١) و(ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (قّ: ١) ولذا فقد جعل علماء الوقف والابتداء الوقف على المواضع التي يشتد تعلقها بما بعدها
قبيحا مع كونها رؤوس آي، كقوله تعالى :﴿ فويل للمصلين ﴾ (٢).
و كقوله تعالى:﴿ ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ﴾ (٣). فلو وقف القارئ هنا لكان الكلام لا معنى له، لأن الجواب لم يتم فإن اللام بعدها في قوله تعالى :
﴿ لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ﴾ متعلقة بما قبلها. (٤)
(٢) الماعون -آية- ٤ النشر ١/٢٢٩ و المكتفى ص ١٥١ ومنار الهدى ص١٨ وتنبيه الغافلين ص١٢٩.
(٣) الحجر -آية- ١٤
(٤) المقصد لتلخيص ما في المرشد ص٥