[٣] وقيل: هي لام الابتداء، و مبتدأ، و مبتدأ وخبر، والجملة صلة له، وقوله تعالى: جواب قَسَم مقدر، واللام فيه جوابية، وجملة القَسَم وجوابه خبر، أي يقوم الكافر يوم القيامة برفع صوت وصراخ حين يرى تضرُّره بمعبوده، ودخوله النار بسببه، ولا يرى منه أثراً مما كان يتوقَّعه منه من النَّفع، لمن ضره أقرب تحقُّقاً من نفعه: والله لبئس الذي يتخذ ناصراً، ولبئس الذي يعاشر، ويخالط، فكيف بما هو ضرر محض عار النَّفع بالكلية؟
وفي هذا من المبالغة في تقبيح حال الصنم والإمعان في ذمه ما لا يخفى، وهو سرّ إيثار على (ما)، وإيراد صيغة التفضيل.
وهذا الوجه من الإعراب اختاره السجاوندي، والمعنى عليه مما لا إشكال فيه.
[٤] وقيل هي على التوكيد، معناه: يدعو والله لمن ضره أقرب من نفعه (١).
أول من بدأ فن التوجيه:
أول من بدأ هذا الفن، والبحث عن وجهة الكلام هو الرسول - ﷺ -، كما في توجيهه لآية الظلم التي أثارت إشكالاً لدى الصحابة - رضي الله عنهم - (٢)، وقد تكلَّم الصحابة - رضي الله عنهم - من بعده في توجيه القرآن، مع عدم تنقيح قوانين "التوجيه" في ذلك العصر، وأكثروا الكلام فيه (٣).
(٢) البخاري، ١/٢١، ومسلم، ١/١١٤.
(٣) العون الكبير في أصول التَّفسير، ص ٢٩٩.