وقد قال أبو العباس المرسي (ت ٦٨٦ هـ) في قول النبي - ﷺ - :(أنا سيد ولد آدم ولا فخر) (١) :"أي لا أفتخر بالسيادة؛ وإنَّما الفخر لي بالعبودية لله" (٢).
[٢] ومن أسباب ذلك أنَّ العبادة له هي المقصودة، والاستعانة المذكورة بعدها وسيلةٌ إليها، والاهتمام والحزم تقديم ما هو الأهم فالأهم (٣).
وعند الزمخشري توجيه آخر: فالعبادة وسيلة ليلبي حاجاتهم، فقدَّم العبادة؛ لأنَّ تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة ليستوجبوا الإجابة إليها (٤).
وثاني الإشكالات في هذا الوصف: مجيئه بالنُّون في قوله تعالى: [الفاتحة: ٥]، فإن كانت للجمع فالدَّاعي واحدٌ، وإن كانت للتعظيم فلا يناسب هذا المقام؟
ومما ذكره ابن كثير في جواب ذلك: إنَّ المراد من ذلك الإخبار عن جنس العباد، والمصلي فردٌ منهم، ولا سيما إن كان في جماعة (٥).
الثاني: وجود قيد سبق تضمنه:
(٢) التلمساني؛ أحمد بن محمد المقري: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت، ١٩٦٨م، ٢/١٩٢، العجلوني؛ إسماعيل بن محمد الجراحي: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، دار إحياء التراث العربي، ١/١٥.
(٣) ابن كثير، ١/٤٨.
(٤) الكشَّاف، ١/٨.
(٥) تفسير ابن كثير، ١/٤٨.