ولأنَّ المقصود استعمال المفسِّرين للتوجيه؛ فقد التزم الكاتب بذكر الأمثلة التي صرَّح فيها المفسِّر باستخدامه لهذا اللفظ أو مشتقاته غالباً. وإلى البحث بعون الله وتوفيقه.
الفصل الأول
المقدمات التعريفية
التعريف:
هو مصدر توجَّه إلى ناحية كذا؛ إذا استقبلها وسعى نحوها (١)، وعند الزركشي فإنَّ التوجيه هو "ما احتمل معنيين، ويؤتى به عند فطنة المخاطب" (٢)، زاد تقي الدِّين الحموي: "احتمالاً مطلقاً من غير تقييد بمدح أو غيره، وهذا تعريفه عند البلاغيين" (٣). وانتقد سعيد أحمد البالنبوري صاحب "العون الكبير شرح الفوز الكبير" هذا التعريف، قائلاً: "ما ذكره الزركشي في معنى التوجيه ليس بسديدٍ، بل هو قريب من معنى التورية"، وارتضى تعريف الدهلوي، وهو: "بيان وجه الكلام" (٤).

(١) الأزراري؛ تقي الدين أبي بكر علي بن عبد الله الحموي: خزانة الأدب وغاية الأرب، تحقيق عصام شعيتو، دار ومكتبة الهلال، بيروت، ط/١، ١٩٨٧م، ١/٣٠٢.
(٢) الزركشي؛ بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله الشافعي (ت ٧٩٤هـ): البرهان في علوم القرآن، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط/١، ١٩٥٧م، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ٢/٣١٤.
(٣) انظر: خزانة الأدب١/ ٣٠٢، القزويني؛ جلال الدين أبو عبد الله محمد بن سعد الدين بن عمر: الإيضاح في علوم البلاغة، دار إحياء العلوم-بيروت، ط١، ١٩٩٨م. ص٣٥٠، وانظر: الجرجاني؛ علي بن محمد ابن علي : التعريفات، حقّقه وقدّم له ووضع فهارسه إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط/١، ١٤٠٥هـ، ١٩٨٥م، ص٢١٢.
(٤) انظر: البالنبوري؛ سعيد أحمد بن محمد يوسف: العون الكبير شرح الفوز الكبير في أصول التَّفسير، المكتبة الوحيدية بديوبند، الهند، ص١٩٨.


الصفحة التالية
Icon