ورجَّح ذلك الطبري فقال: " : وأن اعملوا أيها النَّاس من الأعمال ما يرضي ربكم عنكم، فيستر عليكم عظيم ذنوبكم التي ركبتموها، بعبادتكم الأوثان والأصنام، وإشراككم الآلهة والأنداد في عبادته، وقوله: يقول: ثم ارجعوا إلى ربكم بإخلاص العبادة له دون ما سواه من سائر ما تعبدون من دونه بعد خلعكم الأنداد، وبراءتكم من عبادتها، ولذلك قيل: ، ولم يقل: (وتوبوا إليه)؛ لأنَّ (التوبة) معناها: الرجوع إلى العمل بطاعة الله، و(الاستغفار) استغفار من الشرك الذي كانوا عليه مقيمين، والعمل لله لا يكون عملاً له إلاَّ بعد ترك الشِّرك به" (١).
[٧] وقيل: للتراخي في الرتبة، والمراد بالتوبة: الإخلاص فيها، والاستمرار عليها.
[٨] وَرَجَّحَ الألوسي أنَّ أصل معنى الاستغفار: طلب الغفر، أي الستر، ومعنى التوبة: الرجوع، ويُطلق الأول على طلب ستر الذَّنب من الله تعالى والعفو عنه، والثاني على النَّدم عليه مع العزم على عدم العود، فلا اتحاد بينهما... وجاء أيضاً استعمال الأول في الثاني... والتراخي عليه يجوز أنْ يكون رتبياً، وأنْ يكون زمانياً (٢).
[٩] ويمكن أنْ يقال: الاستغفار عما وقع من ذنب، والتوبة بعد أداء الطاعة، حيث كان النَّبي - ﷺ - يؤمر بالتوبة بعد الطاعة، كما قال تعالى: [النصر: ١-٣]، والمثال القرآني التطبيقي لهذا هو ما ورد في غزوة تبوك؛ إذ قال الله عن المجاهدين:
(٢) روح المعاني، ١١/٢٠٧.