[التوبة: ١١٧]، والتوبة جاءت وصفاً عاماً للنَّبي - ﷺ - ومن معه، وليست قاصرة على الذين تردّدوا في الغزو، ولذا كان النَّبي - ﷺ - يستغفر الله ويتوب إليه بعد الصلاة، فعن ثوبان قال: كان رسول الله - ﷺ - إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال: (اللهم أنت السَّلام، ومنك السَّلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، قال الوليد: فقلت للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال: تقول أستغفر الله أستغفر الله (١)، وصار ذلك دأبه - ﷺ - حتى قال أبو هريرة: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) (٢).
الخامس: تغاير الأسلوب القرآني في آيات متتابعة يظن القارئ لها أنَّ الأصل تماثل الأسلوب فيها:
فإنَّ أول الفاتحة التي تُعَدُّ كالدّيباجة للقرآن الكريم إخبار، وآخرها طلب. وهذا التغاير يحتاج إلى توجيه.

(١) صحيح مسلم، ١/٤١٤.
(٢) صحيح البخاري، ٥/٢٣٢٤.


الصفحة التالية
Icon