أنحوي هذا العصر ما هي لفظة | أتت في لساني جرهم وثمود |
إذا استعملت في صورة الجحد أثبتت | وإن أثبتت قامت مقام جحود |
وكذا الأمر في قوله تعالى: [إبراهيم: ١٧]، أي ـ على التَّفسير الثاني ـ إنَّه يسيغه بعد شدة وإبطاء، كقوله: [البقرة: ٧١] أي يفعلون بعد إبطاء، كما يدلُّ عليه قوله تعالى في آية أخرى [الحج: ٢٠].
ولكنَّ الآلوسي ضعَّف هذا الرَّأي قائلاً: "قيل: هي في الإثبات نفيٌ، وفي النَّفي إثبات، فمعنى: كاد زيد يخرج، قارب ولم يخرج، وهو فاسد؛ لأنَّ معناها مقاربة الخروج، وأمَّا عدمه فأمر عقلي خارج عن المدلول" (٢).
ويظهر من كلام الراغب ترجيحه لهذا الرَّأي إذ يقول: "ووضع (كاد) لمقاربة الفعل، يقال: كاد يفعل، إذا لم يكن قد فعل، وإذا كان معه حرف نفي يكون لِمَا قد وقع، ويكون قريباً من أن لا يكون، نحو قوله تعالى: [الإسراء: ٧٤] [الإسراء: ٧٣]، [مريم: ٩٠]، [البقرة: ٢٠]،
[الحج: ٧٢]، [الصافات: ٥٦]، ولا فرق بين أنْ يكون حرف النَّفي متقدّماً عليه أو متأخراً عنه، نحو: [البقرة: ٧١]، [النساء: ٧٨]" (٣).
(١) التحرير والتنوير، ١/٣٢٠.
(٢) التحرير والتنوير، ١/٣٢٠، تفسير القرطبي، ١١/١٦٦، فتح القدير، ٣/١٤٤، روح المعاني، ١/٢٩٢.
(٣) مفردات القرآن، ١٢٧٤.
(٢) التحرير والتنوير، ١/٣٢٠، تفسير القرطبي، ١١/١٦٦، فتح القدير، ٣/١٤٤، روح المعاني، ١/٢٩٢.
(٣) مفردات القرآن، ١٢٧٤.