إنَّ أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها (١)
[٢] أنْ تكون حرف جواب مثل: نعم وأجل، وهو استعمال من استعمالات، كقول عبد الله بن قيس الرقيات:
ويقلن: شيب قد علاك... وقد كبرت، فقلت: إنَّه
أي أجل أو نعم، والهاء في البيت هاء السكت، وقول عبد الله بن الزبير لأعرابي استجداه فلم يعطه، فقال الأعرابي: لعن الله ناقة حملتني إليك، قال ابن الزبير: "إن وراكبها" (٢).
قال ابن عاشور: "وهذا التوجيه من مبتكرات أبي إسحاق الزّجاج ذكره في تفسيره". وقال: "عرضته على عالمينا وشيخينا وأستاذينا محمد بن يزيد ـ يعني المبرد ـ وإسماعيل بن إسحاق بن حماد ـ يعني القاضي الشهير ـ فقبلاه، وذكرا أنَّه أجود ما سمعاه في هذا، وقلت: لقد صدقا وحقّقا..." (٣).
(١) انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف، ١/١٨، ابن جني؛ أبو الفتح عثمان بن جني (ت ٣٩٢ هـ): سرّ صناعة الإعراب، تحقيق مصطفى السقا، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ١٩٥٤م، ٢/٧٠٥، مغني اللبيب، ١/٥٨.
(٢) القصة في: ابن حجر العسقلاني؛ أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي (ت ٨٥٢ هـ): الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، ط/١، ١٤١٢ هـ، ١٩٩٢م، ٥/٣٨٩، والفراهيدي: كتاب العين، تحقيق د. مهدي المخزومي ود. إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، ٨/٣٩٨. وفي تاريخ دمشق، ٢٨/٢٦١، كاملة عن أعرابي آخر.
(٣) التحرير والتنوير، ١٦/٢٦٥٢، وانظر: القيسي؛ أبو محمد مكي بن أبي طالب: مشكل إعراب القرآن، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط/٢، ١٤٠٥هـ، ٢/٤٦٦، الحُجَّة في القراءات السبع، ص ٢٤٢، سرّ صناعة الإعراب، ١/٣٨٠، وكذلك في ٢/٧٠٦.


الصفحة التالية
Icon