ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً )(١)
( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )(٢)
أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد :
فمن فضل الله تعالى على الأمة الإسلامية أن تكفل لها بحفظ كتابه القرآن، وأتم سبحانه وتعالى ذلك الفضل بأن قيد لهذا الكتاب علماء أفذاذ مخلصون قاموا على تعليمه وتلقينه رغبة في ثواب الخيرية العظيم الذي نطق به سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "(٣)، وإرادة منهم لأن يكونوا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، ويالها من مرتبة كبرى، ومكانة عظمى.
وأردت أن أكون في ركب هؤلاء خادماً لهم ومتعلماً منهم، ولست أهلاً لذلك أسأل الله المغفرة والقبول، فسطرت هذه الكلمات خدمة لكتاب الله تعالى والتي هي ماانفرد به حفص بن أبي النجود عن غيره من القراء من طريق حِرز الأماني للإمام الشاطبي، فذكرت السورة ومالحفص فيها من كلمات لم يشاركه فيها أحد من القراء، وفي خلال رحلتي مع القراءات وقلة بضاعتي فيها لم أر من أفرد كلمات حفص في رسالة سهلة مبسطة، وقمت بعرض ماسطرت على شيخي الحاذق العلامة الحبر في هذا المجال الشيخ عبد الباسط هاشم حفظه الله، وقرأتها عليه في منزله في الإسكندرية المحروسة فاستحسن ماكتبت وقدم لها مشكوراً.
(٢) - سورة الأحزاب : ٧٠-٧١.
(٣) - صحيح، السلسلة الصحيحة حديث رقم١١٧٣.