وأسأل الله تعالى أن يتقبلها مني، وأن يجعلها علم ينتفع به، وأن يجزل ثوابها إلى أمي رحمها الله تعالى، وإلى أبي ختم الله لي وله بالسعادة، وإلى كل من علمني حروف القرءان، وكذلك زوجي وأولادي آمين. وكتبه أبو إسحاق في يوم الثلاثاء ١٨ ذي الحجة ١٤٢٩هـ الموافق ١٦ ديسمبر ٢٠٠٨مـ
ترجمة الإمام عاصم بن أبي النجود صاحب القراءة
هو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود " بفتح النون وضم الجيم " الكوفي، وكنيته : أبو النجود، واسم أُم عاصم بهدله ولذلك يقال له عاصم بن بهدله. وهو أحد القراء العشرة للقرآن الكريم. وكان شيخ الإقراء بالكوفة. غالباً ما ينتهي أي سند باسمه. قرأ على زر بن حبيش وعلى أبي عبد الرحمن السُلمي وهما أخذا القراءة عن علي بن أبي طالب وعن ابن مسعود وعن عثمان بن عفان رضي الله عنهم. وقرأ عاصم أيضاً على أبي عمرو سعد بن إياس الشيباني الكوفي، وأبو عمرو هذا أدرك النبي ﷺ ولم يره وقد أخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وقرأ السُلمي أيضاً على أُبي بن كعب وزيد بن ثابت، وقرأ ابن مسعود وعثمان وعلي وزيد على رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
ويأتي إسناد عاصم في العلو بعد ابن كثير وابن عامر، فبين عاصم وبين النبي محمد بن عبدالله ﷺ رجلان. وقد جمع عاصم بين الفصاحة والإتقان وكان أحسن الناس صوتاً وكان علماً بالسنة لغوياً نحوياً فقيهاً.
وكان عاصم يقرئ حفصاً بقراءة علي بن أبي طالب التي يرويها من طريق أبي عبد الرحمن ويقرئ أبا بكر بن عياش بقراءة ابن مسعود التي يرويها من طريق زر بن حبيش.
أما عن تلاميذه الذين رووا عنه فكثيرون عد منهم الذهبي: الأعمش والمفضل بن محمد الضبي وحماد بن شعيب وأبو بكر بن عياش (شعبة ) وحفص بن سليمان ونعيم بن ميسرة، وأبو عمرو البصري، وكل هؤلاء قرءوا عليه القرآن، واشتهر منهم حفص وشعبه.