وقال عنه أحمد بن عبد الله البجلي: «عاصم بن بهدلة صاحب سنة وقراءة، كان رأساً في القرآن وكان من أوثق الرواة، وقال عنه أبو حاتم محله الثقة وحديثه مخرَّج في الكتب الستة، وسئل أحمد بن حنبل عن عاصم فقال : رجل صالح خير ثقة.
توفي عام ١٢٧ هـ وقيل١٢٠هـ.
قال الشاطبي :
بالكوفة الغرَّاء منهم ثلاثةٌ أذاعوا فقد ضاعت شذاً وقرنفلا
فأما أبو بكر وعاصم اسمه فشعبةٌ رواية المُبرِّزُ أفضلا
وذاك ابن عياشٍ أبو بكرٍ الرضا وحفصٌ وبالإتقان كان مفضلا(١)
ترجمة حفص بن سليمان صاحب الرواية
هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزاز ـ نسبة لبيع البز أي الثياب ـ وكنيته : أبو عمر، ولد سنة تسعين. ويعرف بحفيص.
أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم، وكان ربيبه أي ابن زوجته.
قال الداني : وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور بمكة فأقرأ بها، قال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن سليمان.
وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم فكان مرجحاً على شعبة بضبط الحروف، وقال الذهبى : هو في القراءة ثقة ثبت ضابط، وقال ابن المنادي : قرأ على عاصم مراراً، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش. ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم، وقرأ الناس بها دهراً طويلاً وكانت التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى على رضي الله عنه.

(١) - وصفت الكوفة بذلك لما فيها من كثرة العلماء، أذاعوا أي نشروا العلم بين الناس، وضاعت : أي فاحت رائحة العلم بها، والشذا : العود أو المسك، والمبرز : هو الذي فاق أقرانه، إن في الكوفة المشهورة ثلاثة من الأئمة السبعة بثوا علمهم فيها فتعطر بها ذكرهم، ورفع من شأنها علمهم، فالإمام الأول من الثلاثة هو عاصم بن أبي النجود.


الصفحة التالية
Icon