قال سيد قطب في تفسير قوله تعالى ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ ﴾ ؟ ( الأنعام آيه ٦١ ) قال :" فهو صاحب السلطان القاهر، وهم تحت سيطرته وقهره. هم ضعاف في قبضة هذا السلطان، لا قوة لهم ولا ناصر. هم عباد. والقهر فوقهم. وهم خاضعون له مقهورون... وهذه هي العبودية المطلقة للألوهية القاهرة.. وهذه هي الحقيقة التي ينطق بها واقع الناس - مهما ترك لهم من الحرية ليتصرفوا، ومن العلم ليعرفوا، ومن القدرة ليقوموا بالخلافة - إن كل نفس من أنفاسهم بقدر، وكل حركة في كيانهم خاضعة لسلطان الله بما أودعه في كيانهم من ناموس لا يملكون أن يخالفوه. وإن كان هذا الناموس يجري في كل مرة بقدر خاص حتى في النفس والحركة !.
قال الشيخ محمد المغراوي تعليقاً على كلام سيد السابق : ينبغي أن يثبت العلو ثم يذكر لوازمه، انظر الرد على القرطبي في تأويل هذه الصفة.
وقال الشيخ الدويش رحمه الله تعليقاً على كلام سيد السابق في سورة الأنعام : أقول مذهب أهل السنة والجماعة أنهم يثبتون لله تعالى العلو على ما يليق بجلال الله وعظمته علو الذات وعلو القهر وعلو القدر. أما أهل البدع فإنهم لا يثبتون علو الذات وهذا ظاهر كلامه لأنه ما قرر إلا فوقية القهر والسيطرة ولم يذكر علو الذات والآية صريحة في إثبات ذلك كما قرره أهل السنة والجماعة كابن القيم في كتابه الصواعق، والذهبي في العلو، وعبد الرحمن ابن حسن كما في مجموعة التوحيد، والدرر السنية وغيرهم والله اعلم.


الصفحة التالية
Icon