هذا الذي أُخذ على سيد في صفة العلو لله تعالى. ولكن قول الشيخين المغراوي والدويش السابق غير مسلم به، فكون سيد لم يذكر علو الذات لله تعالى في هذه الآية لا يعني أنه أنكر علو الذات له سبحانه. فهو أثبت العلو لله تعالى في تفسير آيات أخر وإليك الأمثلة :
أولاً : قال في تفسير آية الكرسي ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ ( البقرة آيه ٢٢٥ ) :" وهذه خاتمة الصفات في الآية تقرر حقيقة، وتوحي للنفس بهذه الحقيقة وتفرد الله سبحانه بالعلو وتفرده سبحانه بالعظمة فالتعبير على هذا النحو يتضمن معنى القصر والحصر فلم يقل وهو علي عظيم ليثبت الصفة مجرد إثبات ولكنه قال العلي العظيم ليقصرها عليه سبحانه بلا شريك إنه المتفرد بالعلو المتفرد بالعظمة.... ".
ثانياً : وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً، تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾ الإسراء آيه ٤٢ - ٤٤ :" وذكر العرش هنا يوحي بالارتفاع والتسامي على هذه الخلائق التي يدعون أنها آلهة " مع " الله. وهي تحت عرشه وليست معه.. ويعقب على ذلك بتنزيه الله في علاه ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً ﴾.. إلى أن قال رحمه الله : كل دابة على الأرض وكل سابحة في الماء والهواء.. ومعها سكان السماء.. كلها تسبح الله وتتوجه إليه في علاه.
ثالثاً : وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ (فاطر آيه ١٠ ) :