" ولهذا التعقيب المباشر بعد ذكر الحقيقة الضخمة مغزاها وإيحاؤها، فهو إشارة إلى أسباب العزة ووسائلها لمن يطلبها عند الله القول الطيب والعمل الصالح. القول الطيب الذي يصعد إلى الله في علاه والعمل الصالح الذي يرفعه الله إليه ويكرمه بهذا الارتفاع ومن ثم يكرم صاحبه ويمنحه العزة والاستعلاء ".
رابعاً : قال في تفسير قوله تعالى ﴿ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ ؟ } الشورى آية ٥ ) :
فيجمع إلى العزة والحكمة، العلو والعظمة ثم المغفرة والرحمة | ويعرف العباد ربهم بشتى صفاته. أ. هـ. |
بعد هذه الأمثلة التي سقناها لك في أن سيد قطب قد أثبت العلو لله تعالى يتضح لنا أن الشيخين الدويش رحمه الله والمغراوي قد جانبهما الصواب، والصحيح أن سيد قطب يثبت لله العلو بإطلاق. والله تعالى اعلم.
ثالثاً : المعية
أورد المغراوي في كتابه المفسرون كلام سيد في الظلال على صفة المعية دون أن يعلق عليه فقال :
صفة المعية قال عند قوله تعالى :
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ ( الحديد آيه ٤ ).