ويمضي السياق يأمر رسول الله ـ ﷺ ـ وهو رسول الله أن يبدأ أولئك الذين أسبغ عليهم فضل السبق بالإسلام، والذين يسخر منهم أولئك الكبراء الأشراف !.. أن يبدأهم بالسلام.. وأن يبشرهم بما كتبه الله على نفسه من الرحمة، متمثلاً في مغفرته لمن عمل منهم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده واصلح :... إلى أن قال : ويأمر رسوله - ﷺ - أن يبلغهم ما كتبه ربهم على نفسه. وحتى لتبلغ الرحمة أن يشمل العفو والمغفرة الذنب كله.
خامساً : الكلام
صفة الكلام ثابتة لله تعالى، قال تعالى ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّه ﴾ وقال ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً ﴾
ومما اخذ على سيد رحمه الله في صفة الكلام لله تعالى ما ذكره الشيخ عبد الله الدويش والشيخ المغراوي وربيع المدخلي وإليك البيان :
مآخذ على سيد قطب في تأويله لصفة الكلام
أولاً : قال سيد عند تفسير قوله تعالى ﴿ وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً ﴾ ( النساء آية ١٦٤ ) " كلهم تلقى الوحي من الله. فما جاء بشيء من عنده. وإذا كان الله قد كلم موسى تكليماً فهو لون من الوحي لا يعرف أحد كيف كان يتم. لأن القرآن - وهو المصدر الوحيد الصحيح الذي لا يرقى الشك إلى صحته - لم يفصل لنا في ذلك شيئاً. فلا نعلم إلا انه كان كلاماً. ولكن ما طبيعته ؟ كيف تم ؟ بأية حاسة أو قوة كان موسى يتلقاه ؟... كل ذلك غيب من الغيب لم يحدثنا عنه القرآن. وليس وراء القرآن - في هذا الباب - إلا أساطير لا تستند إلى برهان ".
ثانياً : قال سيد عند تفسير قوله تعالى ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾ ( الأعراف آية ١٤٣ ) :