رابعاً : وقال في تفسير قوله تعالى ﴿ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى، إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً؟ ﴾ ( طه آية ١١ ـ ١٢ ) :" نودي بهذا البناء للمجهول. فما يمكن تحديد مصدر النداء ولا اتجاهه. ولا تعيين صورته ولا كيفيته. ولا كيف سمعه موسى أو تلقاه.. نودي بطريقة ما، فتلقى بطريقة ما. فذلك من أمر الله الذي نؤمن بوقوعه، ولا نسأل عن كيفيته، لأن كيفيته وراء مدارك البشر وتصورات الإنسان ".
بعد استعرا ضنا لكلام سيد في صفة الكلام نقول وبالله التوفيق :

فصل في ذكر أقوال من نسب إلى سيد نفي الكلام عن الله تعالى


أولاً : قال الشيخ عبد الله الدويش تعليقاً على كلام سيد في سورة النساء " أقول قوله بأية حاسة أو قوة كان موسى يتلقاه إلخ يدل على أنه لا يعرف اعتقاد أهل السنة والجماعة في هذا الباب وإلا لو عرفه لم يقل ما قاله من الخزعبلات وهذا الذي اثمره الجهل بقول أهل السنة والجماعة جره إلى أن جعل أدلة الكتاب والسنة لا تستند إلى برهان وإلا فظاهر القرآن والسنة يدلان على أن موسى سمع كلام الله بأذنيه ولذلك يقال له كليم الرحمن وقال أهل السنة إن كلام الله مسموع بالآذان سمعه من شاء الله من يخلقه كما سمعه جبريل وسمعه موسى عليه السلام بلا واسطة وقد ذكر بابسط من هذا عند التنبيه على قوله وناديناه من جانب الطور الأيمن والله اعلم"
ثانياً : وقال أيضاً تعليقاً على كلامه في سورة مريم :" أقول أما قوله ونحن لا ندري كيف هذا الكلام إن كان قصده كنه ذلك فهذا صحيح وإن كان قصده نفي صفة الكلام ونفي كونه بحرف وصوت فهذا قول أهل البدع كالجهمية والمعتزلة ونحوهم أما أهل السنة فيقولون إن الله يتكلم بحرف وصوت... "


الصفحة التالية
Icon