وقال أيضاً : وهذا تشكيك بالغ النهاية وفيه تأييد لمذهب أهل الضلال من الجهمية والمعتزلة والخوارج، وخذلان لمذهب أهل الحق، أهل السنة والجماعة. ثم ما فائدة تمويهه بقوله :(( فذلك من أمر الله نؤمن بوقوعه )) وهو لا يؤمن بأن مصدره هو الله، ولا يؤمن بسماع موسى لكلام الله.... وهكذا أوقع نفسه ومن يتأثر بكلامه في هوة البدعة والجمود لكلام الله تعالى. وعلى كل حال فالرجل مغرق في إنكار أن الله يتكلم مغرق في القول بخلق القرآن. وهل قالت الجهمية والمعتزلة اكثر من هذا ؟!.
وهل فطرة سيد السليمة قادته إلى هذا القول الخطير في القرآن العظيم وفي كلام الله عموماً ؟!......
وبعد أن استعرضنا كلام سيد وكلام خصومه، يتبادر إلى أذهاننا بعض التساؤلات :
ما هو معتقد سيد في صفة الكلام لله عز وجل ؟
وهل يثبتها إجمالاً أم ينفيها كلية ؟
- وهل يثبتها على طريقة أهل السنة والجماعة بالتفصيل أم لا ؟
هذا ما سوف نجيب عنه بإذن الله تعالى، فنقول :
أولاً : إن سيد رحمه الله تعالى لم ينفِ عن الله صفة الكلام بل أثبت أن الله يتكلم في نفس المواضع التي لامه فيها خصومه وإليك الأمثلة :
١ - قال في تفسير سورة البقرة آيه ٧٥ ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ... ﴾ :" ألا إنه لا مطمع ولا رجاء في أن يؤمن أمثال هؤلاء. فللإيمان طبيعة أخرى، واستعداد آخر. إن الطبيعة المؤمنة سمحة هينة لينة، مفتحة المنافذ للأضواء، مستعدة للاتصال بالنبع الأزلي الخالد بما فيها من نداوة ولين وصفاء. وبما فيها من حساسية وتحرج وتقوى. هذه التقوى التي تمنعها أن تسمع كلام الله ثم تحرفه من بعد تعقله ".
٢ - قال في تفسير سورة النساء آيه ١٦٤ :" وإذا كان الله قد كلم موسى تكليماً "... " فلا نعلم إلا انه كان كلاماً ".