كان الأولى لربيع المدخلي أن لا يتهم سيد بنفي الكلام عن الله، بل يبين خطأه بتجرد وأمانة علمية، وعدم إخفاء الحقائق التي ذكرها سيد في إثبات الكلام لله تعالى، من غير تضخيم الأخطاء الأخرى التي وقع فيها سيد في صفة الكلام لله تعالى. وسوف نأتي على ذكرها.
ولا يفوتنا أن نبين أن سيد رحمه الله عندما تكلم على صفة الكلام لم يقل بما قاله أهل البدع عندما نفوا عن الله صفة الكلام من أنه الكلام النفسي الأزلي... الخ. أو انه نفى عن الله الكلام كليةً، بل أثبت لله الكلام كما مر معنا سابقاً.
ثانياً : سيد رحمه الله وغفر له قد جانب طريقة أهل السنة والجماعة في تفاصيل متعلقة بإثبات صفة الكلام لله عز وجل، ونسأل الله أن يغفر لنا وله الأخطاء، وهي :
" كيف تم كلام الله لموسى " أقول : فإن أهل السنة يثبتون انه كلام بصوت وحرف.
" وكيف تلقاه موسى، و بأية حاسة أو جارحة أو أداة تلقى موسى كلمات الله " أقول : فإن أهل السنة يثبتون أن موسى تلقاه بأذنيه.
" وكلام الله الأزلي " أقول : أهل السنة يثبتون أن الكلام من الصفات الفعلية فهو قديم النوع حادث الآحاد.
الخلاصة : سيد رحمه الله يثبت صفة الكلام لله عز وجل إجمالاً وبدون تفصيل فهو لا يعلم كيف تم الكلام ولا كيف تلقاه موسى مما يجعله يجانب طريقة أهل السنة في تفصيل هذا الإثبات ومع ذلك فهو لا يوافق أهل البدع في هذه التفاصيل بل يذكرها كتساؤلات ويفوض علمها إلى الله لأن القرآن ( في حدود علمه ) قد أعرض عنها. والله اعلم.
سادساً : اليد
اليد صفة ذاتية خبرية لله عز وجل، وهي ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾، وقال ﴿ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾.
ذكر أقوال سيد التي أُخذت عليه في صفة اليد