وقال الشيخ عبد الله الدويش تعليقاً على كلام سيد السابق في تفسير سورة ص آيه ٧٥ - راجع الفصل السابق ثانياً - : هذه الآية صريحة في إثبات صفة اليدين لله تعالى على ما يليق بجلال الله وعظمته إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل خلافاً لأهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ممن نفى هذه الصفة أو أولها بتأويل باطل وقد بسط العلماء الكلام على ذلك، راجع كتاب التوحيد لإمام الأئمة ابن خزيمة ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيميه ومختصر الصواعق المرسلة على المعطلة والجهمية وغيرها، فإن أراد إثبات هذه الصفة فهو حق وإن أراد أن معنى الآية هو خصوصية العناية فقط فهذا باطل.
وقد أشار ربيع بن هادي المدخلي إلى أن سيد يعطل هذه الصفة دون أن يبين بالشواهد أين عطل سيد صفة اليد لله فقال :
وخامستها تعطيله لعدد من الصفات كالاستواء والنزول واليد ولا يستبعد انه يجري على هذا المنوال في كل الصفات. أ. هـ.
المواطن التي أورد فيها سيد قطب صفة اليد
أولاً : قال سيد قطب في تفسير قوله تعالى ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؟ ﴾
( الأعراف آية ٥٧ ) : إنه تصور حي ينفي عن القلب البلادة. بلادة الآلية والجبرية. ويدعها أبداً في يقظة وفي وقاية.. كلما حدث حدث وفق سنة الله. وكلما تمت حركة وفق ناموس الله انتفض هذا القلب يرى قدر الله المنفذ ويرى يد الله الفاعلة ويسبح لله ويذكره ويراقبه ولا يغفل عنه بالآلية الجبرية ولا ينساه.