والإشكال أن سيداً رحمه الله عندما يورد صفة اليد لا يثبتها كما أثبتها السلف بقولهم أنها يد حقيقية تليق بالله عز وجل، ولا يؤولها كما يؤولها الأشاعرة وغيرهم بقولهم واليد هنا بمعنى القدرة.
إنما يوردها كما هي، فهو أحياناً يوردها وتفهم منه أنه يثبتها وإن لم يصرح كما مرت في الآية العاشرة من سورة الفتح، وأحياناً يوردها وكأنه يؤولها كما مرت في الآية السابعة والستين من سورة الزمر فالأولى أن نقول كما قال الشيخ الدويش رحمه الله " إن أراد إثبات الصفة فهو حق وإن أراد كذا فهو باطل " والله أعلم.
سابعاً : المحبة
أورد الشيخ محمد المغراوي كلام سيد قطب رحمه الله عند تفسير آيه ( ٥٤ ) من سورة المائدة في الظلال وذلك على صفة المحبة دون أن يعلق عليه.
وعند استقصاء كلام سيد رحمه الله تعالى في صفة المحبة، نجد أنه يثبت هذه الصفة لله تعالى، وما نقله المغراوي عنه في تفسير سورة المائدة ( آيه ٥٤ ) يثبت لنا أن سيد يثبت صفة المحبة لله تعالى فإليك ما يدل على ذلك :
أَولاً : قال عند تفسير قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ؟ ﴾ ( المائدة آية ٥٤ ) : فالحب والرضى المتبادل هو الصلة بينهم وبين ربهم.. الحب.. هذا الروح الساري اللطيف الرفراف المشرق الرائق البشوش.. هو الذي يربط القوم بربهم الودود.