هذا الحب من الجليل للعبد من العبيد، والحب من العبد للمنعم المتفضل، يشيع في الوجود ويسري في هذا الكون العريض، وينطبع في كل حي وفي كل شئ، فإذا هو جو وظل يغمران هذا الوجود ويغمران الوجود الإنساني كله ممثلاً في ذلك العبد المحب المحبوب. أ. هـ.
ثانياً : قال أيضاً عند تفسير قوله تعالى ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ ؟ } آل عمران آية ٣٢ ) : أي لا تخالفوا عن أَمره - ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾.. فدل على أَن مخالفته في الطريقة كفر، والله لا يحب من اتصف بذلك، وإن ادعى وزعم في نفسه أَنه محب لله.
يتبين من الموضعين السابقين أَن سيد يثبت صفة المحبة لله عز وجل وإن كان قد ذكر كلاماً فيه إشكال عند تفسير قوله تعالى ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ﴾ ( النساء آية ٣٦ ) : وهو " والتعبير القرآني يقول : إن الله (( لا يحب )) هؤلاء والله سبحانه - لا ينفعل انفعال الكره والحب إنما المقصود ما يصاحب هذا الانفعال من مأَلوف البشر من الطرد والأَذى وسوء الجزاء ".