وهذا كلام يحتمل تأويل صفة المحبة وعند جمعه مع كلامه السابق الذي فيه إثبات صفة المحبة لله عز وجل قد يقال إن مقصود سيد رحمه الله تنزيه الله عن مشابهة خلقه في الانفعالات التي تصاحب الحب والكره، ولكنه لا يقصد أن يحصر معنى الحب في القرب والإحسان وحسن الجزاء ولا أن يحصر معنى الكره في الطرد والأذى وسوء الجزاء وذلك لأن في حديثه السابق عن الحب لله عز وجل يثبت معانٍ أُخرى لحب الله لعبيده وإن كانت هذه العبارات ليست من عبارات السلف رحمهم الله.
وخلاصة القول : أن سيد أورد صفة المحبة بما يفهم من أنه يثبتها وإن كانت له عبارات غير صحيحة كان الأولى تركها. والله أعلم.
ثامناً : الوجه
الوجه صفه ذاتية خبرية لله عز وجل، قال تعالى ﴿ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ﴾، وقال ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ ؟ ﴾.
أقوال سيد في صفة الوجه لله تعالى :
١ - قال : في سورة البقرة عند قوله تعالى ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ ( البقرة آية ١١٥ ) :" فهي توحي بأنها جاءت رداً على تضليل اليهود في ادعائهم أن صلاة المسلمين إذاً إلى بيت المقدس كانت باطلة وضائعة ولا حساب لها عند الله، والآية ترد عليهم هذا الزعم وهي تقرر أن كل اتجاه قبلة فثم وجهه حيثما توجه إليه عابد وإنما تخصيص قبلة معينة هو توجيه من عند الله فيه طاعة، لا أن وجه الله سبحانه في جهة دون جهة والله لا يضيق على عباده ولا ينقصهم ثوابهم، وهو عليم بقلوبهم ونياتهم ودوافع اتجاهاتهم وفي الأمر سعه والنية لله إن الله واسع عليم ".


الصفحة التالية
Icon