فلنتطلع إلى فيض السعادة الغامر الهادئ، وفيض الفرح المقدس الطهور، الذي ينطلق من مجرد تصورنا لحقيقة الموقف على قدر ما نملك. ولنشغل أَرواحنا بالتطلع إلى هذا الفيض، فهذا التطلع ذاته نعمة. لا تفوتها إلا نعمة النظر إلى وجهه الكريم..
قال المغراوي :" والذي يظهر أن سيد قطب يثبت صفة الوجه لكن بتحفظ ".
وقال أيضاً :" سيد قطب في تفسيراته لهذه الآيات لا يؤولها بل يبقيها على ظاهرها، فنحن نحمله على المتبادر إلى الذهن من إثبات الصفة ".
تاسعاً : العين
صفة ذاتية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة.
أورد سيد قطب رحمه الله العين مضافة إلى الله تعالى في عدة مواضع من الظلال، فتارة يؤولها بالرعاية والتعليم والإحاطة وما شابه ذلك، وتارة ينسب لها الرؤية وهو وجه من أوجه إثبات الصفة، وتارة يسكت عنها.
فمن الأولى قوله في تفسير الآية ٣٧ من سورة هود ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ ؟ - ؟
قال :" أي برعايتنا وتعليمنا "
ومن الثاني قوله في تفسير قوله تعالى :﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ ( التغابن آية ١٨ ).
قال :" فكل شيء مكشوف لعلمه، خاضع لسلطانه، مدبر بحكمته، كي يعيش الناس وهم يشعرون بأن عين الله تراهم ".
عاشراً : الرؤية
صفة الرؤية صفة ذاتية ثابتة لله تعالى كالبصر والنظر.
وسيد رحمه الله تعالى يثبت الرؤية لله تعالى وسوف نذكر بعض الأمثلة على إثباته للرؤية :
أولاً : قال في تفسير قوله تعالى :﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ ( الأعراف آية ٥ ) " الذين يعبدون الله كأنهم يرونه فإن لم يكونوا يرونه فهو يراهم كما جاء في الوصف النبوي للإحسان ".