إلى أن قال : فالتطلع إلى فيض السعادة الغامر الهادئ، وفيض الفرح المقدس الطهور، الذي ينطلق من مجرد تصورنا لحقيقة الموقف على قدر ما نملك. ولنشغل أَرواحنا بالتطلع إلى هذا الفيض، فهذا التطلع ذاته نعمة. لا تفوقها إلا نعمة النظر إلى وجهه الكريم...
ذكر أقوال من انتقد على سيد قطب كلامه في النظر إلى وجه الله الكريم
أولاً : قال الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله، تعليقاً على كلام سيد قطب في سورة القيامة : قال : أقول قوله " فذلك حديث لا يخطر على قلب يمسه طائف..... إلخ "
خلاف ما قاله النبي ﷺ حيث قال فيما رواه عنه جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه حيث قال " كنا جلوساً عند النبي ﷺ إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال : إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته الحديث رواه البخاري ومسلم... الخ.
ثانياً : قال ربيع بن هادي المدخلي تعليقاً على ما كتبه سيد في تفسير سورة القيامة :" ويقول مشككاً ومشككاً - يقصد سيد قطب - في رؤية الله في الدار الآخرة في تفسير قول الله تعالى ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾..... وهكذا !! وبمثل هذه السفسطة والتهاويل !! يظن سيد قطب أنه قد حل مشكلة الخلاف بين أَهل السنة والمعتزلة !!.
ولا يدري أنه قد انحاز إلى المعتزلة في إنكار رؤية الله تعالى، فما هي تلك الحالة من السعادة التي لا يدري القارئ ما هي ؟! والقرآن قد حددها بالنظر إلى الله، والسنة المتواترة أكدتها، وآمن بها السلف الصالح.