فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، قال : كنا جلوساً عند النبي ﷺ، إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، قال :(( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ))... إلى أَن قال : وهكذا يوضح رسول الله ﷺ ويؤكد أَقوى تأكيد أَن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة، والأحاديث متواترة بذلك.
وسيد قطب يشكك في هذا الأمر العظيم الثابت بالكتاب والسنة المتواترة، ويرى أنه يعز تصوره مجرد تصور، ولا يدري كيف ينظر، وبأي جارحة وبأي وسيلة ينظر ؟.
بعد استعراض كلام سيد وكلام خصومه يتبين لنا ما يلي :
أولاً : إن سيد قطب رحمه الله يثبت أن المؤمنين سيرون ربهم كما مر معنا في تفسير سورة القيامة ومن ذلك قوله :" هذه الوجوه الناضرة.. نضرها أنها إلى ربها ناظرة ".
وقوله أيضاً " كيف بها وهي تنظر - لا إلى جمال صنع الله - ولكن إلى جمال ذات الله ". وقوله أيضاً " وما لها لا تتنضر وهي إلى جمال ربها تنظر ".
وقوله أيضاً " ولنشغل أَرواحنا بالتطلع إلى هذا الفيض، فهذا التطلع ذاته نعمة. لا تفوقها إلا نعمة النظر إلى وجهه الكريم ".
ثانياً : أما الشيخ عبد الله الدويش فقد علق على عبارة موهمة لسيد قطب رحمه الله وكان الأولى قراءة كلام سيد في الصفة كاملاً ثم نقده فيما أخطأ وتصويبه فيما أصاب.
ثالثاً : أما ربيع المدخلي فلم يكن منصفاً لسيد حيث حذف كلامه الذي فيه إثبات الرؤيا وأبقى ما قد أخطأ فيه من حيث أنه لم يثبت أن هذه الرؤيا تكون يوم القيامة عياناً.
رابعاً : قول سيد رحمه الله تعالى " فأما كيف تنظر ؟ وبأَي جارحة تنظر ؟ وبأي وسيلة تنظر ؟.. "