فهو خطأ فأهل السنة والجماعة يثبتون أن المؤمنين سيرون ربهم عياناً كما جاء في حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال :" كنا جلوساً عند النبي ﷺ إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال : إنكم سترون ربكم ( عياناً ) كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته.. " رواه البخاري ومسلم.
قال الشيخ عبد الله الغنيمان : وفي صحيح مسلم عن النبي ﷺ قوله (( أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه )). ففي كلا اللفظين تأكيد بليغ منه ﷺ بأن المؤمنين يرون ربهم رؤية حقيقية بأبصارهم.
فهذا يبين أن المؤمنين سيرون ربهم بأبصارهم التي في وجوههم، خلافاً لما قاله سيد. ولا يعني هذا أن سيد ينكر أن المؤمنين سيرون ربهم، بل سيد رحمه الله قد خالف الصواب في كيفية الرؤيا.
ومن خلال العرض السابق يتبين لنا أن سيد قطب قد أثبت بأن المؤمنين سيرون ربهم في الآخرة خلافاً لمن أَنكر عليه أنه لا يثبت ذلك، ولكنه رحمه الله قد جانبه الصواب في تسائله عن جارحة النظر إلى وجهه تعالى. والله اعلم.
الثاني عشر : الاستماع (( السمع ))
أما السمع فإن سيد رحمه الله يثبت أن الله يسمع وذلك في عدة مواضع من الظلال نسوق بعضاً منها :
أولاً : قال في تفسير قوله تعالى ﴿ قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ ( طه آية ٤٦ ) : إِنني معكما.. إنه القوي الجبار الكبير المتعال. إنه الله القاهر فوق عباده إنه موجد الأَكوان والحيوانات والأَفراد والأَشياء بقوله : كن. ولا زيادة.. إنه معهما. وكان هذا الإجمال يكفي. ولكنه يزيدها طمأنينة ولمساً بالحس للمعونة : ؟ ﴿ أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ فما يكون فرعون وما يملك وما يصنع حين يفرط أو يطغى ؟ والله معهما يسمع ويرى ؟.