ثانياً : وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى ﴿ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾ ( سبا آية ٥٠ ) :﴿ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾ وهكذا كانوا يجدون الله. هكذا كانوا يجدون صفاته هذه في نفوسهم كانوا يجدونها رطبة بالحياة الحقيقية كانوا يحسون إن الله يسمع لهم وهو قريب منهم. وأنه معني بأمرهم عناية مباشرة وأن شكواهم ونجواهم تصل إليه بلا واسطة.
ثالثاً : وقال في تفسير قوله تعالى ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ ( المجادلة آية ١ ) : وهو مطلع ذو إيقاع عجيب... إنكما لم تكونا وحدكما.. لقد كان الله معكما. وكان يسمع لكما لقد سمع قول المرأة. سمعها تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله. وعلم القصة كلها وهو يعلم تحاوركما وما كان فيه إن الله سميع بصير. يسمع ويرى.
الثالث عشر : الاستهزاء
قال سيد في تفسير قوله تعالى ﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ ( البقرة آية ١٥ ) :
" وما أيأس من يستهزئ به جبار السماوات والأرض وما أَشقاه !! وإن الخيال ليمتد إلى مشهد مفزع رهيب، وإلى مصير تقشعر من هوله القلوب.
وهو يقرأ :﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾.. فيدعهم يخبطون على غير هدى في طريق لا يعرفون غايته، واليد الجبارة تتلقاهم في نهايته، كالفئران الهزيلة تتواثب في الفخ، غافلة عن المقبض المكين.. وهذا هو الاستهزاء الرهيب، لا كاستهزائهم الهزيل الصغير.