خامساً : وقال في تفسير قوله تعالى ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ ( السجدة آيه ٤ ) : والاستواء على العرش رمز لاستعلائه على الخلق كله. أما العرش ذاته فلا سبيل إلى قول شيء عنه، ولا بد من الوقوف عند لفظه. وليس كذلك الاستواء. فظاهر أنه كناية عن الاستعلاء. ولفظ.. ثم، لا يمكن قطعاً أن يكون للترتيب الزمني، لأن الله سبحانه ـ لا تتغير عليه الأحوال. ولا يكون في حال أو وضع - سبحانه - ثم يكون في حال أو وضع تال. إنما هو الترتيب المعنوي. فالاستعلاء درجة فوق الخلق، يعبر عنها هذا التعبير.
سادساً : راجع أيضاً ما كتبه في الظلال ( ٣ / ١٢٩٦ )، ( ٤ / ٢٠٤٤ )، ( ٦ / ٣٤٨٠ ).
نلاحظ من الأمثلة السابقة أنه يفسر الاستواء في الآيات بمعنى :" السيطرة العلوية والاستعلاء "، وهذا خطأ كما سبق بيانه.
ذكر كلام من تعقب سيد في صفة الاستواء
أولاً : قال الشيخ ربيع المدخلي بعد أن ساق كلام سيد في الاستواء : إن في (( الظلال )) و (( التصوير )) تعطيل لصفة الاستواء.
وقال أيضاً : إنه معطل لعدد من الصفات، كالاستواء، والنزول، واليد، ولا يستبعد انه يجري على هذا المنوال في كل الصفات.
ثانياً : قال الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله تعليقاً على ما كتبه سيد قطب في سورة البقرة آيه ٢٩ - راجع الفصل السابق أولاً - : أقول هذا باطل من وجوه :