الخلاصة : أن كلام سيد في هذه الصفة غير واضح، فمع أَنه لا يوجد في كلامه إثبات واضح لهذه الصفة، إلا أنه لا يمكن أَيضاً حمل كلامه الأول على التعطيل لأنه متشابه ويعتمد على مقصوده من التصوير والتقريب الذي ذكره فإن كان يعني أن هذا القبض ليس حقيقة لكنه تمثيل، فهذا خطأ وتعطيل، وإن كان يعني أن الكيفية غير معقولة، إنما هو تقريب وتصوير للأذهان فصحيح، وأنظر تعليق الدويش على صفة المجيء. والله أعلم.
الخامس عشر : الإتيان والمجيء
الإتيان والمجيء صفتان فعليتان ثابتتان بالكتاب والسنة.
والذي أُخذ على سيد في صفتي الإتيان والمجيء ما ذكره محمد المغراوي والشيخ عبد الله الدويش رحمه الله، وإليك المواطن :
أولاً : قال سيد في تفسير قوله تعالى ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ ( البقرة آية ٢١٠ ) : وهو سؤال استنكاري عن علة انتظار المترددين المتلكئين الذين لا يدخلون في السلم كافة. ما الذي يقعد بهم عن الاستجابة ؟ ماذا ينتظرون ؟ وماذا يترقبون ؟ تراهم سيظلون هكذا في مواقفهم حتى يأتيهم الله - سبحانه - في ظلل من الغمام وتأَتيهم الملائكة ؟ وبتعبير آخر : هل ينتظرون ويتلكأون حتى يأتيهم اليوم الرهيب الموعود، الذي قال الله سبحانه : انه سيأتي فيه في ظلل من الغمام وتأتي الملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ؟.
وفجأة - وبينما نحن أمام السؤال الاستنكاري الذي يحمل طابع التهديد الرعيب - نجد أَن اليوم قد جاء، وأن كل شئ قد انتهى، وان القوم أمام المفاجأة التي كان يلوح لهم بها ويخوفهم إياها :﴿ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾.


الصفحة التالية
Icon