ومما أُخذ على سيد في تجلي الرحمن للجبل ما قاله في تفسير قوله تعالى ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ( الأعراف آية ١٤٣ ) قال :﴿ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ ﴾ فكيف كان هذا التجلي ؟ نحن لا نملك أَن نصفه ولا نملك أَن ندركه ولا نملك أَن نستشرفه إلا بتلك اللطيفة التي تصلنا بالله حين تشف أَرواحنا وتصفو وتتجه بكليتها إلى مصدرها. فأَما الأَلفاظ المجردة فلا تملك أَن تنقل شيئاً.. لذلك لا نحاول بالأَلفاظ أَن نصور هذا التجلي.. ونحن أَميل إلى اطراح كل الروايات التي وردت في تفسيره ؟ وليس منها رواية عن المعصوم ﷺ والقرآن الكريم لم يقل عن ذلك شيئاً.
قال الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله تعليقاً على كلام سيد السابق : أقول قوله " ولا نملك أَن ندركه وأن نستشرفه إلا بتلك اللطيفة التي تصلنا بالله حين تشف أَرواحنا وتصفوا وتتجه بكلتيها إلى مصدرها... الخ ".
كلام باطل فإن إدراك تجلي الذات لا يقع في هذه الحياة وإنما يحصل استيلاء المعرفة على القلب فلا يشهد سوى معروفه ويحصل له نور تجلي معاني الأسماء الحسنى على القلب فتضيء به ظلمة القلب وقد ورد في الحديث الصحيح (( واعلموا أَن أَحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت )) رواه مسلم.
وأما قوله :" فأمام الألفاظ المجردة فلا تملك أَن تنقل شيئاً ونحن أَميل إلى اطراح كل الروايات في تفسيره وليس منها رواية عن المعصوم ﷺ... إلخ "