باطل بل هي للترتيب المعنوي وهو أن الاستواء تأخر إلى ما بعد خلق السماوات والأرض ولو كان بمعنى الاستيلاء والسيطرة لكان العرش قبل خلق السماوات والأرض خارجاً عن سيطرة الله وقهره وهذا لا يقوله مسلم.
وقوله : ليست لله سبحانه هناك حالة ولا هيئة لم تكن لله سبحانه ثم كانت.
أقول هذا تعطيل لصفة الاستواء التي وصف الله بها نفسه، ولا نعطل صفة الله لأجل شناعة هذا القائل وتسميته ذلك حالة وهيئة، قال الإمام احمد لا نزيل عن الله صفة من صفاته لأجل شناعة المشنعين.
وقوله : فهو سبحانه منزه عن الحدوث.
يقال له وصف الله بما وصف به نفسه من استوائِه على عرشه وغيره لا محذور فيه، ولا يلزم منه وصفه بالحدوث المنزه عنه لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه، والذي ينزه عنه هو كونه من جنس شيء من المخلوقات.
وقوله : لأننا نستند إلى قاعدة كلية في تنزيه الله سبحانه عن تعاقب الهيئات والحالات وعن مقتضيات الزمان والمكان.
فيقال له هذا نوع تجهم، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، لما ذكر حديث عمران بن حصين (( كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء )) فزاد بعض الملاحدة وهو الآن على ما كان عليه قصد بها المتكلمة المتجهمة نفي الصفات التي وصف بها نفسه من استوائه على العرش والنزول وغير ذلك. فقالوا كان في الأزل ليس مستوياً على العرش وهو الآن على ما كان عليه فلا يكون على العرش لما يقتضي ذلك من التحول والتغير.
وقوله : ثم استوى على العرش إن كان علوا فهذا أعلى.
جوابه أن يقال هذا كلام شاك متحير لا يعرف قول أهل السنة من أهل البدع والذي يجب عليه، أن يجزم ويؤمن بأنه العلو على العرش حقيقة كما قال أهل السنة استوى علا وارتفع.
قوله : إن كان عظمة فهذا اعظم وهو الاستعلاء الخ كلامه.
أقول هذا تأويل أهل البدع الذين لا يجعلون الاستواء حقيقة في العلو وإنما هو مجاز عن شيء آخر.
ملحوظة :


الصفحة التالية
Icon