ثم هنا فائدة مهمة ينبغي التنبيه لها وهي أن أهل السنة والجماعة يفرقون بين الكفر المطلق والكفر المعين فلا يرون بأساً أن نقول من فعل كذا فهو كافر أو القول بخلق القرآن كفر وما شابه ذلك لكن لا يكفرون المعين إلا إذا توفرت شروط وانتفت موانع انظر كلام شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ( ٢٣/ ٢٤٥ ) فالقول بتكفير المجتمعات أو الأنظمة أو الدول كفر مطلق لا يستلزم كفر الأعيان.
الفصل الثالث
خلق القرآن والقول بالحلول
أولاً : خلق القرآن
أَما فيما يتعلق بمسأَلة خلق القرآن فقد ذهب خصوم سيد إلى أَنه كان يقول بخلق القرآن حيث قال ربيع بن هادي المدخلي : فالرجل مغرق في إنكار أن الله يتكلم، مغرق في القول بخلق القرآن. أ. هـ.
الأقوال التي أخذت على سيد قطب في مسأَلة خلق القرآن
الموضع الأول : قال سيد رحمه الله : والشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعاً وهو مثل صنع الله في كل شئ وصنع الناس، إن هذه التربة الأرضية مؤلفة من ذرات معلومة الصفات فإذا أخذ الناس هذه الذرات فقصارى ما يصوغونه منها لبنة أو آنية أو اسطوانة، أو هيكل أو جهاز. كائناً في دقته ما يكون.. ولكن الله المبدع يجعل من تلك الذرات حياة. حياة نابضة خافقة. تنطوي على ذلك السر الإلهي المعجز.. سر الحياة.. ذلك السر الذي لا يستطيعه بشر، ولا يعرف سره بشر.. وهكذا القرآن.. حروف وكلمات يصوغ منها البشر كلاماً وأوزانا، ويجعل منها الله قرآناً وفرقاناً، والفرق بين صنع البشر وصنع الله من هذه الحروف والكلمات، هو الفرق ما بين الجسد الخامد والروح النابض.. هو الفرق ما بين صورة الحياة وحقيقة الحياة !