الموضع الثاني : قال سيد : وكما أَن الروح من الأسرار التي اختص الله بها فالقرآن من صنع الله الذي لا يملك الخلق محاكاته، ولا يملك الإنس والجن - وهما يمثلان الخلق الظاهر والخفي - أن يأتوا بمثله، ولو تظاهروا وتعاونوا في هذه المحاولة ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ﴾..
فهذا القرآن ليس ألفاظاً وعبارات يحاول الإنس والجن أَن يحاكوها. إنما هو كسائر ما يبدعه الله يعجز المخلوقون أَن يصنعوه. هو كالروح من أمر الله لا يدرك الخلق سره الشامل الكامل، وإن أَدركوا بعض أَوصافه وخصائصه وآثاره.
الموضع الثالث : قال سيد :" ألف. لام. ميم ".. الحروف المقطعة التي اخترنا في تفسيرها أنها للتنبيه إلا أنها مادة الكتاب الذي أَنزله الله على رسوله - ﷺ - مؤلفاً من مثل هذه الحروف، المألوفة للقوم، الميسرة لهم ليؤلفوا منها ما يشاءون من القول، ولكنهم لا يملكون أَن يؤلفوا منها مثل هذا الكتاب. لأنه من صنع الله لا من صنع إنسان.


الصفحة التالية
Icon