رابعاً : قال أيضاً الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله تعليقاً على كلام سيد - في المأخذ الرابع - :" قوله وهذا الحرف من صنعة الله وموجده " هذا قول الجهمية والمعتزلة القائلين إن القرآن مخلوق وأما أهل السنة والجماعة فيقولون القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ١٢ : ٤١ قيل للإمام أحمد إن فلاناً يقول لما خلق الله الأحرف سجدت له إلا الألف فقالت : لا أسجد حتى أومر فقال هذا كفر. فأنكر على من قال إن الحروف مخلوقة لأنه إذا كان جنس الحروف مخلوقا لزم أن يكون العربي والتوراة العربية وغير ذلك مخلوقاً وهذا باطل مخالف لقول السلف والأئمة، مخالف للأدلة العقلية والسمعية كما قد بسط في غير هذا الموضع انتهى.
وقال :" قوله وهو متضمن صنعة الله التي لا يملك البشر مثلها لا في القرآن " هذا خلاف قول أهل السنة كما تقدم فإنهم يقولون القرآن كلام الله حروفه ومعانيه ولم يقولوا صنعة الله والله اعلم.
ومن خلال هذا العرض السابق لما أورده سيد قطب وما جاء به خصومه يتضح لنا أن هذه المآخذ التي أخذت عليه بشأن خلق القرآن كلمات مثل :" صنع الله " و " صنعة الله ".
وقالوا إن سيد يقول بخلق القرآن !!.
والصحيح أن هذا بمفرده لا يكفي بأن يتهم سيد رحمه الله بالقول بخلق القرآن، ونحن لا نشك في مجانبة سيد للصواب في قوله " صنع الله " و " صنعة الله "، أما أن نقول إنه يقول بخلق القرآن فلا ولو أراد ذلك لقاله وقد استعرضنا كتاب الظلال كاملاً فلم يتلفظ بالقول بخلق القرآن ولا أن القرآن مخلوق البتة.