ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال إنه يرى الله في كل شيء في الوجود. وبعضهم قال : إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود. وبعضهم قال إنه رأى الله فلم ير شيئاً غيره في الوجود.. وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال. إلا أن ما يؤخذ عليهم - على وجه الإجمال - هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور. والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها، بينما هو يقوم بالخلافة في الأرض بكل مقتضيات الخلافة من احتفال وعناية وجهد لتحقيق منهج الله في الأرض، باعتبار هذا كله ثمرة لتصور تلك الحقيقة تصوراً متزناً، متناسقاً مع فطرة الإنسان وفطرة الكون كما خلقهما الله.
الموضع الثاني : كلامه في تفسير سورة الإخلاص من قوله :" أنها أحدية الوجود إلى أن قال وهذه درجه يرى فيها القلب يد الله في كل شي يراه. ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله الخ ".
قالوا إن كلامه هذا ( في سورة الإخلاص والحديد ) هو كلام أهل وحدة الوجود. هذان الموضعان هما من أقوى ما أُخذ عليه رحمه الله تعالى في القول بوحدة الوجود وإليك أقوالهم :
ذكر أقوال من نسب الحلول إلى سيد
أولاً : قال الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله في تعليقه على كلام سيد في تفسير سورة الحديد :
أ - الوجه الثاني : قوله :" وإن استقرار هذه الحقيقة في قلب ليحيله قطعة من هذه الحقيقة ".


الصفحة التالية
Icon