هذا الكلام باطل وهو يشبه قول النصارى الذين يجعلون المسيح بعضاً من الله وقول أهل وحدة الوجود الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق، لأن القطعة من الشيء بعض منه يبين ذلك قوله بعده فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار فإن هذه الآية القرآنية حسبه فافهم كلامه أنه قبل أن يصل إلى هذه الحقيقة وهي أن كل شيء مستمد من هذه الحقيقة لم يصل إلى الحقيقة فإذا وصل إلى تلك الحقيقة فإنها تحيله قطعة من هذه الحقيقة. وإن تعذر عنه حمل كلامه على أن من لم يصل إلى هذه الحال فهو ناقص وإذا وصل إلى هذه الحال فهو الواصل حقاً لأن قلبه اجتمع على الله وحده فإن أراد هذا فهو حق ولكن قوله ليحيله قطعة من هذه الحقيقة يبعد هذا الاحتمال ويقوي ما تقدم
ب - وقال أيضاً : الوجه الثالث قوله :" ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى.... الخ "
أقول مدحه ذلك خطأ لأن السابقين الأولين لم يصدر عنهم مثل هذه الألفاظ والواجب اتباعهم والاقتداء بهم دون ما احدث بعدهم واما ما قاله هؤلاء المتصوفة فإن أرادوا بقولهم إن الله يرى في كل شيء وأن الله حال في خلقه فهذه أقوال الحلولية وهو كفر.
ج - وقال أيضاً الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله في الرد على سيد في تفسير سورة الإخلاص : الوجه الثاني قوله :" وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلاّ الله لأنه لا حقيقة يراها إلاّ حقيقة الله ".
أقول قوله ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلاّ الله. هذا قول أهل الاتحاد الملاحدة الذين هم أكفر من اليهود والنصارى كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء قال شيخ الإسلام : الثالث فناء عن وجود السوي بمعنى أنه يرى أن الله هو الوجود وأنه لا وجود لسواه لا به ولا بغيره وهذا القول والحال للاتحادية الزنادقة من المتأخرين كالبلياني والتلمساني والقونوي ونحوهم الخ.