ثانياً : قال ربيع بن هادي المدخلي في تعليقه على كلام سيد في تفسير سورة الحديد :
أ - وهكذا يقرر سيد قطب وحدة الوجود والحلول، وينسبهما إلى أهلهما الصوفية الضالة في سياق المدح، ويدعوا إلى ذلك بقوله :"والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها ".
إنه يرى أن وحدة الوجود والحلول كمال لا يدركه كثير من الناس، ومن لا يصل إلى هذه المرتبة من الكمال، فحسبه أن يعيش في تدبر هذه الآية التي تدل على عظمة الله، فحولها سيد قطب إلى وحدة الوجود والحلول، أعظم أنواع الكفر بالله.
ولقد قال في تفسير سورة البقرة بإبطال وحدة الوجود، ونفاها نفياً قاطعاً، وبين أنها عقيدة غير المسلم، فما باله يقررها ها هنا وفي تفسير سورة الإخلاص ؟! هل تسلل إليه غلاة التصوف أهل وحدة الوجود والحلول والجبر فأقنعوه بعقيدتهم فآمن بها وقررها ؟! أو أنه أمعن في دراسة كتب التصوف، فاقتنع بهذه العقيدة بنفسه، فصدع بها ؟!.
ب - وقال أيضاً في رده على كلام سيد في تفسير سورة الإخلاص : وفي هذا تأكيد قوي لما قرره من وحدة الوجود في تفسير سورة الحديد : فهل هناك أصرح في وحدة الوجود من قوله :" إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده " ؟!.
وهل هناك أصرح في وحدة الوجود والدعوة إليها من قوله :" إن الإسلام يريد من الناس أن يسلكوا الطريق إلى هذه الحقيقة وهو يكابدون الحياة الواقعية بكل خصائصها، شاعرين مع هذا أن لا حقيقة إلا الله، وان لا وجود إلا وجوده " ؟!.
وكذلك قوله :" الحقيقة التي لا حقيقة غيرها ".
فنسبته هذا المذهب إلى أهله، واستخدامه تعبيراتهم نفسها، ألا يدل على دراسة متعمقة ثم قناعة بهذا المذهب بعد أن نفاه وأبطله في أول تفسيره ؟!.
وبعد هذا العرض لأقوال الذين قالوا بنسبة القول بالحلول إلى سيد، نقول وبالله التوفيق :


الصفحة التالية
Icon