بعد أن ذكرنا ما اخذ على سيد في وحدة الوجود، وذلك في سورة الحديد وسورة الإخلاص، وذكرنا أقوال الذين ادعوا أن سيداً يقول بوحدة الوجود، وأقوال الذين نفوا عن سيد دعوى القول بوحدة الوجود، أود أن أُبين أُموراً مهمة :
الأمر الأول : إن كلام سيد متشابه وخطأ وكان الأولى منه أن يتحرى عبارات السلف ولا يدع أسلوبه الأدبي يجره إلى ألفاظ مبتدعة.
الأمر الثاني : أن لسيد رحمه الله أقوالاً أخرى تتعارض مع ما ذكر هنا، ذكرها في الطبعة الثانية في سورة البقرة أي بعد تفسيره لسورتي الحديد والإخلاص - وستأتي - وأنه في حالة وجود قولين متعارضين - كما هو الحال مع سيد في وحدة الوجود - لابد من اتخاذ الخطوات التالية : قال الدكتور عبدالله عزام رحمه الله :
أولاً : أن يجمع بين النصوص لسيد قطب : فيحمل المجمل على المبين والمبهم على الواضح.
ثانياً : أو يلجأ إلى النسخ فسورة البقرة التي كتبها سيد في الطبعة الثانية بعد سورة الحديد والإخلاص لأنه لم يصل إليها في الطبعة الثانية بل وصل إلى الجزء الرابع عشر فقط في الطبعة الثانية.
ثالثاً : أو يرجح بين النصوص المتعارضة لسيد. فيرجح عبارة النص في سورة البقرة على إشارة النص في سورتي الإخلاص والحديد. ويرجح المنطوق الصريح في مهاجمة وحدة الوجود على المنطوق غير الصريح في السورتين.
رابعاً : أو يلجأ إلى إسقاط العبارتين فيسكت عما فيهما.
وكلام الدكتور عبدالله عزام رحمه الله كان يرد فيه على العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وكان يدعي أن الشيخ الألباني يكفر سيد قطب فبين الشيخ رحمه الله أنه لا يكفر سيد ولكن يقول : إن هذا الكلام كفر - أي كلام سيد في سورة الإخلاص والحديد - ويقول : انه لا تلازم بين أن يتكلم الإنسان بكلمة الكفر وبين الحكم عليه بأنه كفر وارتد عن دينه. ولابد من إقامة الحجة على من يقول بالكفر.


الصفحة التالية
Icon