ومن هنا أستطيع أن أقول إن للظلال كما مر معنا سابقاً له طبعتان، طبعة أولى، وطبعه ثانية وصل فيها سيد إلى الجزء الثالث عشر بنهاية سورة إبراهيم. وفي الطبعة الثانية انتقد سيد القائلين بوحدة الوجود نقداً واضحاً وضوح الشمس وإليك الأمثلة على ما أقول :
المثال الأول : قال سيد في الظلال : والنظرية الإسلامية أن الخالق غير المخلوق ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة وحدة الوجود على ما يفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى آخر. وحدة صدوره عن الإرادة الواحدة الخالقة. ووحدة ناموسه الذي يسير به. ووحدة تكوينه وتناسقه واتجاهه إلى ربه في عبادة وخشوع بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون.
المثال الثاني : قال في تفسير آية الكرسي : تبدو سائر التصورات المنحرفة للذين جاءوا من بعد الرسل فخلطوا بين حقيقة الألوهية وحقيقة العبودية فزعموا لله سبحانه خليطا يمازجه أو يشاركه بالنبوة أو بغيرها من الصور في أي شكل وفي أي تصور....
المثال الثالث : وقال في تفسير قوله تعالى ﴿ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ ( الأعراف آية ١٨٨ ) قال :... وبهذا الإعلان تتم لعقيدة التوحيد الإسلامية كل خصائص التجريد المطلق من الشرك في أية صورة من صوره أو تنفرد الذات الإلهية بخصائص لا يشاركها البشر في شئ منها ولو كان هذا البشر محمداً رسول الله وحبيبه ومصطفاه عليه صلوات الله وسلامه....