المثال الرابع : وقال في كتابه خصائص التصور الإسلامي ومقوماته : يقوم التصور الإسلامي على أساس أن هناك أُلوهية وعبودية... أُلوهية يتفرد بها الله سبحانه، وعبودية يشترك فيها كل من عداه وكل ما عداه... وكما يتفرد الله سبحانه بالأُلوهية كذلك يتفرد تبعا لهذا بكل خصائص الألوهية... وكما يشترك كل حي وكل شئ - بعد ذلك - في العبودية، كذلك يتجرد كل حي وكل شئ من خصائص الألوهية...... فهناك إذاً وجودان متميزان. وجود الله، ووجود ماعداه من عبيد الله، والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالمخلوق والإله بالعبيد....
بعد أن سقنا الأمثلة على ذم سيد للقائلين بوحدة الوجود من كتابه في ظلال القرآن وغيره من الكتب تبين لنا أن سيداً ليس من القائلين بوحدة الوجود كما تحامل عليه الشيخ ربيع هداه الله، ويرحم الله الشيخ عبدالله الدويش فقد أنصف سيداً بقوله :((.... ولعله لم يقصد ما يُفهمه كلامه من قول الاتحادية ونحن إنما قصدنا التنبيه على كلامه لئلا يغتر به من لا يفهمه وأما هو فله كلام صريح في الرد على الاتحادية كما قال في خصائص التصور الإسلامي ومقوماته... ))
وقال أيضاً في تعليقه على كلام سيد في سورة الحديد :((... وأما ما قاله هؤلاء المتصوفة فإن أرادوا بقولهم إن الله يرى في كل شئ أن الله حال في خلقه فهذا أقوال الحلولية وهو كفر، وإن أراد بقوله إنه رأى الله أي عرف بقلبه وبصيرته ذلك فهذا حق كما قال النبي ﷺ والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )).


الصفحة التالية
Icon