وأما ربيع المدخلي فلم يكن منصفاً لسيد فهو بعد أن ساق كلامه في سورة الحديد قال : ولقد قال في تفسير سورة البقرة بإبطال وحدة الوجود، ونفاها نفياً قاطعاً، وبين أنها عقيدة غير المسلم، فما باله يقررها ها هنا وفي تفسير سورة الإخلاص ؟! هل تسلل إليه غلاة التصوف أهل وحدة الوجود والحلول والجبر فأقنعوه بعقيدتهم فآمن بها وقررها ؟! أو أنه أمعن في دراسة كتب التصوف، فاقتنع بهذه العقيدة بنفسه، فصدع بها. أ. هـ.
وربيع يجهل أو يتجاهل أثر الطبعتين في الظلال من حيث ترجيح أقواله المتعارضة فقد قال بعد أن ساق كلام سيد في تفسير سورة البقرة :(( هذا ما قرره سيد قطب في الطبعة الأولى، هذا الكلام الجيد القوي الذي هاجم فيه وحدة الوجود مهاجمة من يعرف أنها كفر وضلال، وأنها عقيدة غير المسلمين، ومهاجمة دارس يعرف أصنافها وأشكالها وتفاصيلها.
ثم لما وصل إلى تفسير سورة الحديد، سالمها وعانقها ونسبها إلى أهلها، وهم الصوفية، وعرضها على أنها كمال، وعرض أشكالها وأصنافها.
ثم عاد مرة أخرى وعانقها في سورة التوحيد والإخلاص، ونسبها إلى أهلها، وهم الصوفية، وقرر أنها كمال لا يرقى إليه كل أحد، وعرض أصنافها وأشكالها عرض عارف لها. فما هو عذره إذاً ؟! )).
فكلامه هذا يعني أن الطبعة الأولى كالثانية مع العلم أن سيد رحمه الله لم يصل في الطبعة الثانية من الظلال إلى سورة الحديد والإخلاص، بل وصل إلى تفسير سورة إبراهيم مما يعني أن كلامه في تفسير سورة البقرة والذي فيه نفي وحدة الوجود كان بعد كلامه في تفسير سورتي الحديد والإخلاص.


الصفحة التالية
Icon