ببعض، فما علمتم منه فقولوا به، وما جهلتم فكِلوه إلى عالِمه». رواه أحمد. وقال ابن عباس: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ﴾، يعني: تأويله يوم القيامة إلا الله. وقالت عائشة في قوله تعالى: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾ كان من رسخوهم في العلم، أن آمنوا بمحكمه ومتشابهه ولم يعلموا تأويله. وقال ابن إسحاق عن محمد بن جعفر: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ﴾ الذي أراد ما أراد، ﴿إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾ ثم ردوا تأويل المتشابه على ما عرفوا من تأويل المحكمة التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد، فاتسق بقولهم الكتاب، وصدق بعضه بعضًا، فنفذت به الحجة وظهر به الغدر، وزاح به الباطل ودمغ به الكفر. وروى ابن جرير وغيره: أن رسول الله - ﷺ - سئل من الراسخ في العلم؟ قال: «من برت يمينه، وصدق لسانه، واستقام قلبه، وعف بطنه وفرجه، فذلك الراسخ في العلم».


الصفحة التالية
Icon