قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً﴾، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾، وقال: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾، ولهذا قال رسول الله - ﷺ -: «إلا إني أوتيت القرآن ومثله معه»، يعني: السنّة).
إلى أن قال: (والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه، فإن لم تجده فمن السنّة؛ كما قال رسول الله - ﷺ - لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: «فبم تحكم» ؟ قال: بكتاب الله. قال: «فإن لم تجد» ؟ قال: بسنة رسول الله. قال: «فإن لم تجد» ؟ قال: أجتهد رأيي. فضرب رسول الله - ﷺ - في صدره وقال: «الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي رسول الله». وهذا الحديث في المسند والسنن بإسناد جيد كما هو مقرر في موضعه.
وحينئذٍ إذا لم نجد التفسير في القرآن، ولا في السنّة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح، والعمل الصالح؛ لاسيما علماءهم وكبراءهم).
إلى أن قال: (فسل إذا لم تجد التفسير في القرآن، ولا في السنّة، ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال
التابعين: كمجاهد بن