وقال أبو عمرو الطلمنكي: (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته).
وقال أيضًا: (أجمع أهل السنة على أن الله استوى على عرشه، على الحقيقة لا على المجاز). انتهى.
وقال ابن القيّم في (الجيوش الإسلامية) - لمّا ذكر إثبات استواء الرب على العرش بالآيات القرآنية، والأحاديث الصحيحة النبوية، وأقوال الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم -: (والاستواء معلوم في اللغة، وهو: العلوّ، والارتفاع، والتمكن. ومن الحجّة أيضًا في أن الله سبحانه وتعالى على العرش فوق السماوات السبع، أن الموجودين أجمعين إذا كربهم أمر رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون الله ربهم. وقوله - ﷺ - للأَمَة التي أراد مولاها أن يعتقها: «أين الله» ؟ فأشارت إلى السماء، ثم قال لها: «من أنا» ؟ قالت: أنت رسول الله. قال: «اعتقها فإنها مؤمنة». فاكتفى رسول الله - ﷺ - منها برفع رأسها إلى السماء). انتهى.
وقال الطحاوي في (العقيدة السلفية) :(والعرش والكرسي حق، وهو سبحانه مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإِحاطة خلقه). انتهى وبالله التوفيق. وقد قال تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.
وقوله تعالى: ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً﴾، أي: سريعًا، كما قاله ابن عباس.
وقوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.


الصفحة التالية
Icon