قال ابن كثير: أي: مرضيًا عندك وعند خلقك، تحبه وتحببه إلى خلقك في دينه وخلقه.
قوله عز وجل: ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً (٧) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً (٨) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (٩) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً (١٠) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً (١١) ﴾.
عن قتادة قوله: ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى﴾، عبد أحياه الله للإيمان، ﴿لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً﴾، قال: لم يسمّ قبله أحد بهذا الاسم. وقال ابن عباس: لم تلد العواقر مثله ولدًا قط. وقال مجاهد:... ﴿عِتِيّاً﴾، يعني: تحول العظم. وعن ابن عباس ﴿ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً﴾، قال: اعتقل لسانه من غير مرض. قال قتادة: وإنما عوقب بذلك لأنه سأل آية بعدما شافهته الملائكة مشافهة، أخذ بلسانه حتى ما كان يفض الكلام إلاَّ أومأ إيماء.
وقال ابن زيد في قوله: ﴿قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً﴾، وأنت صحيح. قال: فحبس لسانه فكان لا يستطيع أن يكلم أحدًا، وهو في ذلك يسبّح ويقرأ التوراة، ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ﴾، قال: المحراب مصلاّه، ﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً﴾ وهو لا يكلمهم.
قوله عز وجل: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً (١٢) وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً (١٣) وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً (١٤)