قوله عز وجل: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (١٨) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٩) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً (٢٠) وَأُخْرَى... لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٢١) ﴾.
عن عكرمة مولى ابن عباس: أن رسول الله - ﷺ - دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة، فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له، فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشًا على نفسي وليس بمكة من بني عدي بن كعب من يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليهم ولكني أدلك على رجل هو أعز بها مني: عثمان بن عفان؛ فدعا رسول الله - ﷺ - عثمان فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش، يخبرهم أنه لم يأت لحرب وإنما جاء زائرًا لهذا البيت معظمًا لحرمته؛ فخرج عثمان إلى مكة فتلقاه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة أو قبل أن يدخلها، فنزل عن دابته فجعله بين يديه، ثم ردفه وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله - ﷺ - فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان عظماء قريش، فبلغهم عن رسول الله - ﷺ - ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله - ﷺ -: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به، قال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله - ﷺ -، فاحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله - ﷺ - والمسلمين أن عثمان قد
قتل. قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله - ﷺ - حين بلغه أن عثمان قد قتل قال: «لا نبرح